التوتر: عدو صامت
- Mich
- 12 مارس
- 3 دقائق قراءة
التوتر هو أحد أعظم أعداء المرأة الحديثة. يتسلل إلى حياتنا دون أن نشعر، ويظهر من خلال أعراض جسدية وعاطفية: التعب المزمن، الأرق، التوتر، وحتى أمراض أكثر خطورة مثل تكيس المبايض، اضطرابات الغدة الدرقية، السكري، تساقط الشعر، أمراض المناعة الذاتية، وغيرها الكثير.
يذكرنا الله عزوجل في القرآن:أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (سورة الرعد، الآية 28).
هذه الآية توضح لنا أن الحل للتوتر لا يكمن في الأدوية أو الترفيه، بل في ارتباطنا بالله. إليكن بعض النصائح لمحاربة التوتر واستعادة السكينة:
1. الذكر: تذكير يهدئ القلب
الذكر هو سلاح قوي ضد التوتر. تكرار عبارات مثل "سبحان الله"، "الحمد لله"، أو "لا إله إلا الله" يهدئ القلب ويركز العقل.
قال النبي (ﷺ): "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده." (مسلم).
خذي بضع دقائق كل يوم للعزلة، أغلقي عينيكِ وادعي الله. ستشعرين بسلام داخلي يغمرك.
2. الرسم أو التلوين: التحرر من خلال الإبداع
الرسم والتلوين نشاطات علاجية تساعد على إطلاق المشاعر المكبوتة. عندما نرسم، يركز عقلنا على اللحظة الحالية، ويتبدد التوتر بشكل طبيعي.
يعترف بالعلاج بالفن لفوائده على الصحة العقلية. أضيفي بعدًا روحيًا من خلال الاستماع إلى القرآن أو الذكر أثناء الرسم، وستحولين هذا النشاط إلى عبادة.
3. قضاء الوقت في الطبيعة: دواء إلهي
خلق الله الطبيعة كتذكير بعظمته ومصدر للشفاء. المشي في حديقة أو بستان أو حتى بالقرب من البحر يمكن أن يعمل المعجزات لتهدئة العقل.
كان النبي (ﷺ) يحب الاعتكاف في الطبيعة للتأمل والتقرب إلى الله. لنتأسى به من خلال قضاء الوقت في التأمل في جمال الخلق: الأشجار، الزهور، السماء... كل هذا يذكرنا بقوة الله ورحمته.
يقول الله عزوجل:"وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ" (سورة الأنعام، الآية 99).
4. الحد من وسائل التواصل الاجتماعي: الحفاظ على السلام الداخلي
منصات التواصل الاجتماعي مثل TikTok وInstagram يمكن أن تكون مصدرًا للتوتر والمقارنة غير الصحية. الصور المثالية، الحياة المثالية، والتعليقات السلبية يمكن أن تضر بتقديرنا لذاتنا وتزيد من قلقنا.
ضعي حدودًا لاستخدامكِ لوسائل التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال، خصصي أوقاتًا خالية من الشاشات، خاصة قبل النوم، للسماح لعقلكِ بالراحة.
قال النبي (ﷺ): "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك."
لنستغل وقتنا في أنشطة تغذي روحنا وتقربنا إلى الله، بدلًا من إضاعته في مشتتات عابرة.
5. الاعتناء بالجسد: مسؤولية تجاه الله
جسدنا أمانة أعطانا إياها الله. التوتر المزمن يمكن أن يضعف جهاز المناعة ويسبب الأمراض. اعتني بصحتكِ من خلال:
تناول الطعام الصحي: يقول الله عزوجل: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين." (سورة الأعراف، الآية 31).
ممارسة الرياضة: المشي اليومي أو اليوغا يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر.
النوم الكافي: النوم نعمة من الله. لا تهمليها.
/6. تذكري أن كل شيء بيد الله
أخيرًا، لنتذكر أن كل ما يحدث لنا قد كتبه الله. التوتر غالبًا ما يأتي عندما نحاول التحكم بكل شيء، متناسين أن الله هو مدبر الأمور.
يقول الله عزوجل:وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب." (سورة الطلاق، الآيتان 2-3).
لنثق بالله، ولنضع توكلنا عليه، وسنرى توترنا يتبدد.
الخاتمة: صحتكِ هبة من الله
أخواتي العزيزات، اعتني بأنفسكن. صحتكِ الجسدية والعقلية والروحية هي هبة ثمينة من الله. حاربي التوتر بالتقرب إليه، والاعتناء بجسدكِ، وإحاطة نفسكِ بما يهدئكِ.
تذكري: لستِ وحدكِ. الله معكِ، وهو أرحم الراحمين. لذا، اهدئي، تنفسي، ودعي سلام الله يملأ قلبكِ.
t Merciful. So, calm down, breathe, and let Allah’s peace fill your heart.
Commentaires